هذه أقانيمي
سامي العامري
هذه أقانيمي حنجرةُ أجراسٍ تعلو رخيمةَ الطلْع
فيُركنُ الهباءُ دورتَه
والدماءُ العاشقة تهذي بمِسكِها المتهللِ بيارقَ
وسرباً من أعاصير وثورةً نجيبة
وتلك صباحاتُ وطنٍ جارفٍ في الإلغاء لا الإحياء ،
صباحاتٌ تتعارف على بعضها البعض
لحظةَ توديعها لبعضها البعض
بخمائلَ من جدائلَ
وغدائرَ من ضفائرَ
فَيَتَجَحفَلُ خَرَزٌ
في أكف الورود
ونحلٌ ذهبيُّ المرايا عسليُّ النوايا
مُتداركاً لُعابَ الجِرار
ومن ثمَّ يرحلُ الجميعُ على سَنامِ نسمةٍ
وكدوامةٍ مائية يَدورُ لساني بالثناء
على طوفان من فيءٍ
وكأنه الخريف أيها اليَحْمورُ المجترُّ
سبائكَ من أوراقٍ صفرٍ
فكلاكما يأنف
فأنت بقرونك المُشيِّعة
لمَعقل الخضار دون مبالاةٍ
وهو السائح وكأسُهُ ملآى بالحانات والأرصفة
وأنتِ أساورُ متلاحقة في معصم
لينوبَ عن حقلِ سنابل
أيتها النازحةُ لوعدٍ يشذبونه
كشرفةٍ فوّاحة تُعطِّرُ شراييني الصباحية
والثورةُ ؟
إنها سلسلةُ أثداءٍ تزقُّني أقواسَ قزحٍ
لتعطشَ أنساغُ سلاسلَ وقيودٍ
ونتباسمَ كما تشاء الأشياء
وكما يتخاطر وطنٌ بعيداً عن أنيابَ أصابعهِ
مشفوعاً بنوبةٍ من أطفالٍ وتصاوير