خبّأت بصيصاً لأزهارِ شتائي ..!
قحطان جاسم
كدتُ أمسك لمعانَ الحاشيةِ؛ المعجزة التي هرّبتها روحٌ شريرةٌ؛ غراب أسحم ينعبُ في
حوش الملل، فأكتشفتُ فراغا هائلا والبيت الرَّطب قصيّا. هناك حيث وقاري يربض
مفضوحا في البرد، ليس إلا غرقى يتشبثون بحطام الممكن، أخوتي، وفوانيس لا يغريها
حوش الملل، فأكتشفتُ فراغا هائلا والبيت الرَّطب قصيّا. هناك حيث وقاري يربض
مفضوحا في البرد، ليس إلا غرقى يتشبثون بحطام الممكن، أخوتي، وفوانيس لا يغريها
الضوءُ معلقة على أغصان بلا نسغ. يضيعُ الأثرُ والتراتيلُ أحلامٌ غامضة. النهاراتُ فمٌ
أدردٌ والمحنُ فيضاناتٌ تضحكُ؛ حملتُ على ظهري خدوشَ الطفولةِ نياشيناً معفَّرةً كي
أتباهى بها في غدي. تخطيتُ قناطرَ الليلِ وساعةَ المستحيلِ، خبّأتُ بصيصَ السنينِ
أزهاراً لشتائي. و الكون الذي أمحضهُ قافلة تتهادى في سَفَرٍ مريبٍ. فتشتُ عن مهرب
فلم أجد سوى الإنصات الى بهجةِ الاشياءِ في الكلماتِ؛ لم التفت الى تقاتر الشعراء،
لكنني أهتزّ للصهيل المُمَضّ، لأوجاع النهر تَشخَبُ كالدم، لامرأة يهجرها غاوٍ خلف
الكواليس. فأنتحي الى أزهاري النائمةِ أشكوها عُسرَ الأزمنة و الليل.