من رباعيّاتي
صلاح فايق
من شرفتي أرشدُ شجرةً ضائعة
الى جدولٍ وأسمعُ أصوات قرويين
يحطمونَ تماثيلَ بمطارقهم
فرحهم يبهجني
*
بحثتُ هنا أيضاً عن توأمي
لأزودهُ بجواز سفرٍ مزيف
ويغادرَ الى حيثُ يرغبُ
تاركاً مهنة التعليمِ لعميانِ قرى
*
اصادفُ تمثالاً ينظًفُ حولَ نصبهِ
من زبلِ سياحٍ وسكارى الليل :
أعرفهُ من قصةٍ كتبتها قبل أعوام
وكان ينتظرُ قطاراً في محطةِ مدينتي
*
إحتفلتُ اليوم بذكرى هروبي من وطني
وضعوني في تابوتٍ أثناء الليل . ثم شدّوهُ فوق سيارة
فجأةً توقفتْ , فخفتُ . انتظرتُ , أخيراً دفعتُ الغطاء
رأيتُ السيارة تبتعدُ ولم يكنْ فيها أحد
*
انا مشهورٌ بفقدانِ مظلاّتي في دور ألأيتام
المقاهي والحدائق :
أراها تغطي آخرينَ , حتى دون اي مطر
لا استطيعُ ان اقولَ لهم شيئاً
*
ينبغي إمتداح فمٍ يغني
هذا من نصائحي الى حراسِ سجن
الى شعراء ضاعوا في قصائدهم والى صديقٍ
يمزقُ , وقت الفجرِ , رسائلَ لم يبعثها الى إمرأة
*
انا أخدعُ قرائي باسئلةٍ أثيرها
حول منتصف الليل , بينما أستلقي عند محيطٍ
يذهبُ في الصباحِ الى الهند , ويعودُ في الغسقِ
متجهاً الى اميركا , ولا يهتمّ بي
*
كتبتُ عن شبحٍ يبكي في صيدلية
كنتهُ آنذاك , ثم سرقتُ دراجةً من ثكنة
يمكنكَ ان تراني وقت العشاء
أنقلُ أراملَ الى الطرفِ الآخر من جسر
*