اليومَ صباحاً ..
حين عَبَرْنا الجِسْرَ ، في سيّارةٍ مُتْعَبَةِ قديمة
، من أقصى الكَرْخِ إلى أقصى الرصافةِ ،
و من أقصى الرصافةِ إلى أقصى الكَرْخ ،
كُنّا .. وحدَنا .
كُلُنا مِنْ " صِنْفِ " واحدٍ من البَشَر .
نحنُ .. و سائقٌ يأكلُهُ الذهول .
لمْ يكُنْ معنا أحَدٌ ، مِنْ ذلكَ " الصِنْفِ " الآخرِ من البَشَرْ ،
باستثناءِ شخصٍ واحد .
شخصٌ مُخْتَلِفْ .
كانَ يحملُ هويّتينِ للأحوالِ المدنيّةِ .
كلتاهُما .. مُزَوّرَتان .
هذا الشخص ، هو الوحيدُ الذي كان "عِراقيّاً "
، في تلك السيّارةِ ،
التي كانت تعبرُ الجسر .