الرئيسية » » رباعيّات ـ2 | صلاح فائق

رباعيّات ـ2 | صلاح فائق

Written By هشام الصباحي on السبت، 12 يوليو 2014 | 4:09 م

رباعيّات ـ 2

البرد يؤذيني , كذا القيظ
استسلمُ لرقادٍ وانا اسمعُ جلاجل بقر
خادمتي تشدّ واقيتينِ من جلدِ ذئبٍ
لتحمي ركبتيها من حشرات بيتي .

***

هناك جاسوسٌ في كلّ متسول
يتسمّعُ اليكَ بينما الآخرُ يتضرعُ
من اجل قطعة نقد .
احدهما بلا وساوس , الثاني بلا ضمير

***

قبل ان احتضنها
اغلّفُ يديّ بقفاز
اتصرفُ معها مثل مروضِ فيضان
وهذا ما تريدُ

***

منذ ساعات ابحثُ عن ابرةٍ ضائعة
في غرفتي وخارجها
فجاةً اسال ُ نفسي ماذا افعلُ بها
اذا عثرتُ عليها ؟

***

انا هنا لأمشي حافياً
اتاملَ واكتب شعراً في هذا الفندق الريفي
لا اختلطُ مع آخرين ,لا اتحملُ بلاهة فلاحينَ 
وغرورَ سياحٍ اجانب 

***

اجلسُ على كرسي بلا ظهر
مرتدياً قميصاً رخيصاً بردنينِ واسعين
امامي دكانٌ لبيعِ دمى
واللانهايةُ تحيطني مثل امي

***

وطئت قدماي بلداناً , جزراً وصحارى
تساهلتُ مع مخطئين معي وحاقدين عليّ
منهم تلقيتُ , في ما بعد , اعتذاراً بعد آخر
جمعتها , أكلتها في احدى الليالي

***

متحفٌ عن بلدي القديم في برلين
اشعرُ بنبعٍ يتدفقُ في رأسي
اراني في مشهدٍ قتيلاً , وفي آخرَ احملُ جثّتي
ترافقني ثيران , الى غابةٍ لايعرفها غيري

***

ما ابحثُ عنهُ هو تفوق جسدي على نفسهِ :
ان يتقنَ ارتداء ثيابهِ امام مرآة .
كل مرةٍ افشلُ في هذه الرغبة
يتطلعُ رأسي الى غيومٍ واقفة فوق بيتي

***

اجفلُ من كلامي هذا 
قبل ان تنهارَ عليّ الكلمات
اسمعُ هذيان رجلٍ , ثم اراهُ يطيرُ
بلا جناحين

***

لا اطيقُ الهراء والبرد
يختفي رأسي , منذ خمسين سنة 
عندما اصادفُ احدهما
وليس لي تفسيرٌ حول ذلك .

***

من شرفةٍ بعيدة , رجلٌ ضخمٌ يلوّحُ لي بمشنقة
اتجهُ اليه ـ البابُ مفتوحٌ , 
اصعدُ اصعدُ سلالم طويلة
اصلُ , لا اجدُ احداً

***

جاءوا من الشمال ومن الجنوب
ومن كلّ اتجاهٍ آخر
هاهم يحرقون , كما في كلّ مرة ,مخيماتٍ وقرى
ياكلون اطفال لاجئين : اراهُ في التلفزيون

***

رجالُ اديان بعدما قبضوا الملايين
وشكروا ربهم , يدعوننا الى الصبرِ
وتحملِ المحنة :
لحس احذية المحتلين

***

شعبٌ يلطمُ في مقابر
وهناك من ينهبُ خزائن السومريين
باساطيلَ ترشدها اقمارٌ الكترونية
تدور حول هذه الارض

***

اشاهدُ عرباناً , بعضهم بلحى
ارى اوربيين واميركان
يحيطونَ مائدةً عامرة باطعمةٍ ومشروبات
في وسطها قلبي

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.