رباعيّات ـ 2
البرد يؤذيني , كذا القيظ
استسلمُ لرقادٍ وانا اسمعُ جلاجل بقر
خادمتي تشدّ واقيتينِ من جلدِ ذئبٍ
لتحمي ركبتيها من حشرات بيتي .
***
هناك جاسوسٌ في كلّ متسول
يتسمّعُ اليكَ بينما الآخرُ يتضرعُ
من اجل قطعة نقد .
احدهما بلا وساوس , الثاني بلا ضمير
***
قبل ان احتضنها
اغلّفُ يديّ بقفاز
اتصرفُ معها مثل مروضِ فيضان
وهذا ما تريدُ
***
منذ ساعات ابحثُ عن ابرةٍ ضائعة
في غرفتي وخارجها
فجاةً اسال ُ نفسي ماذا افعلُ بها
اذا عثرتُ عليها ؟
***
انا هنا لأمشي حافياً
اتاملَ واكتب شعراً في هذا الفندق الريفي
لا اختلطُ مع آخرين ,لا اتحملُ بلاهة فلاحينَ
وغرورَ سياحٍ اجانب
***
اجلسُ على كرسي بلا ظهر
مرتدياً قميصاً رخيصاً بردنينِ واسعين
امامي دكانٌ لبيعِ دمى
واللانهايةُ تحيطني مثل امي
***
وطئت قدماي بلداناً , جزراً وصحارى
تساهلتُ مع مخطئين معي وحاقدين عليّ
منهم تلقيتُ , في ما بعد , اعتذاراً بعد آخر
جمعتها , أكلتها في احدى الليالي
***
متحفٌ عن بلدي القديم في برلين
اشعرُ بنبعٍ يتدفقُ في رأسي
اراني في مشهدٍ قتيلاً , وفي آخرَ احملُ جثّتي
ترافقني ثيران , الى غابةٍ لايعرفها غيري
***
ما ابحثُ عنهُ هو تفوق جسدي على نفسهِ :
ان يتقنَ ارتداء ثيابهِ امام مرآة .
كل مرةٍ افشلُ في هذه الرغبة
يتطلعُ رأسي الى غيومٍ واقفة فوق بيتي
***
اجفلُ من كلامي هذا
قبل ان تنهارَ عليّ الكلمات
اسمعُ هذيان رجلٍ , ثم اراهُ يطيرُ
بلا جناحين
***
لا اطيقُ الهراء والبرد
يختفي رأسي , منذ خمسين سنة
عندما اصادفُ احدهما
وليس لي تفسيرٌ حول ذلك .
***
من شرفةٍ بعيدة , رجلٌ ضخمٌ يلوّحُ لي بمشنقة
اتجهُ اليه ـ البابُ مفتوحٌ ,
اصعدُ اصعدُ سلالم طويلة
اصلُ , لا اجدُ احداً
***
جاءوا من الشمال ومن الجنوب
ومن كلّ اتجاهٍ آخر
هاهم يحرقون , كما في كلّ مرة ,مخيماتٍ وقرى
ياكلون اطفال لاجئين : اراهُ في التلفزيون
***
رجالُ اديان بعدما قبضوا الملايين
وشكروا ربهم , يدعوننا الى الصبرِ
وتحملِ المحنة :
لحس احذية المحتلين
***
شعبٌ يلطمُ في مقابر
وهناك من ينهبُ خزائن السومريين
باساطيلَ ترشدها اقمارٌ الكترونية
تدور حول هذه الارض
***
اشاهدُ عرباناً , بعضهم بلحى
ارى اوربيين واميركان
يحيطونَ مائدةً عامرة باطعمةٍ ومشروبات
في وسطها قلبي