الرئيسية » » ستبكيك أنثى | عمر صباح

ستبكيك أنثى | عمر صباح

Written By Unknown on السبت، 8 أغسطس 2015 | 9:12 ص



ستبكيك أنثى 
.............
¬¬تُرى من بهذا الحشدِ ، قلبيَ يسألُ
أخي ، أَمْ صديقي ,يا تُرى كيفَ أدخلُ؟
كأَنِّي أرىْ ميْتاً , أَلِفْتُ شحوبَهُ
وحيِّيْ ، على تابوتهِ يتجحفَلُ!
لماذا أرى أُمّي، تُعَفِّرُ خدَّهَا
بأكفانهِ حِيْناً ، وحِيْناً تُقَـبِّلُ!
تَلَمَّسْتُنِي ، حتّى أُصَدِّقَ صحوتي
تَحَسَّسْتُ أَنّي في الشّعورِ ،مؤجَّلُ!
فأدركتُ هذا الموتَ موتي ومأتمي
فشَيَّعتُني ,والحشدُ لاهٍ و مُقفلُ!
ويبكونَ ، أنَّ القبرَ يصبحُ موئلاً
ونفرحُ أنَّ القبرَ ، شَملٌ و موئِلُ !
أَنَاْ يا فَنَاءً ، لَمْ يذقْ صَوتَ ضحكةٍ
تَحجَّرَ فيكَ العُمرُ ، والوقتُ مِعْوَلُ !
توهَّمْتَ بالأرقامِ ،حِينَ غرستنا
بأَرضِ احْتِمَالَاْتٍ، بها الزيفُ أوَّلُ!
وليسَ كما كفّاكَ، ظنَّتْ بحظِّها
على قَدْرِ ما تَمتدُّ, فالحظُّ أطولُ!!
بكلِّ انتظارٍ، كنتَ تملكُ مَقعداً
يُسبِّحُ للميعادِ فيهِ التأمُّلُ !
فأتممتَ ثالوثاً ، لنزفٍ وعبرةٍ
وألْحَقْتَهُ بالفقرِ، فَهْوَ مُكَمِّلُ !
يذكِّرُني بالبحرِ , عُمْقُكَ في الأسى
ولكنَّ ما يُلقى بقلبكِ ، أَهْوَلُ !
كمثلك لم تَعشقْ, مَدى الطَّعْنِ، غيرَهُ
سكاكينُ أهليك الكرامِ ، وأَنصُلُ!
فلا تنخدعْ ، ما البئرُ إلَّاْ مَشاهدٌ
أبوكَ هو الذّئبُ الوحيدُ المُمَثِّلُ!!
و يا لوحةً ،مِنْ لونِ جُرْحٍ وعفَّةٍ
يؤطِّرُها ، تيهٌ ، و يُتْمٌ ، وأَقْـفُـلُ !
كآيةَ حرمانٍ ، تعذَّرَ شَرحُها
فكلُّ الَّذي قد فسَّرُوْهُ ، مؤوَّلُ!
كأنَّك من نارٍ خلقتَ ، ومارجٍ
بغيركَ لمْ تُحرقْ , وما لكَ مَعْقِلُ!
ومذ كُنتَ في غارِ الغوايةِ فكرةً
تُخاطبُ جبريلَ البيانِ , فينزلُ!
وكمْ من قميصٍ للغرامِ، قَدَدْتهُ
لتُثبتَ للغاداتِ ، أنَّك مرسلُ !
ستبكيكَ أنثى ، قد وعدتَّ جنونَها
وها قطَّعَتْ كَفّاً ، وكفٌّ تُأمِّلُ !
وينتفضُ الغاوُوْنَ ، كيف هُيَامُهمْ
وتوصدُ وديانٌ ، ولا نارَ تُدْخَلُ!
كدمعةِ عصفورٍ ، على غُصنِ عُشّهِ
إذا أقبلتْ فأسٌ ، فراقُكَ يقتلُ!
كموسى وذاك العبدِ , كنتَ وكنتُهُ
ولم تستطعْ فِقْهِيْ, هنا سوفَ نَأْفلُ!!


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.