الرئيسية » » المجدُ لكَ أيُها الليلُ.. | برهان شاوي

المجدُ لكَ أيُها الليلُ.. | برهان شاوي

Written By Lyly on الأحد، 22 مارس 2015 | 7:14 م


المجدُ لكَ أيُها الليلُ..
برهان شاوي


المجدُ لكَ أيُها الليلُ..
أيُها الفضةُ السوداءُ..

أحييكَ أيُها الألمُ
يا يداً شائخةً ملوثةً بخيوطِ العنكبوتِ..
تقبضُ على روحي..


أحييكَ أيُها الحنينُ..
يا عرباتٍ محملةً بالتبنِ..
تجرُّها الأبقار في طرقاتِ الليالي الطويلة..

الصمتُ لغتي
والكلامُ عزلتي مكسورةُ الأجنحة..
وأنا الأعمى..
يقودني ظلي من يديْ
كي أصلَ معبدك المقدسْ..!

زمني أحدبُ..
الأحلامُ.. الأحلامُ..
أحنتْ ظهره دون رحمةٍ..

أنا متعبٌ..
وأصداء صوتك الآسرة..
تسلمُ مواسمي للأمطار
وأشجاري للعاصفة..

تقدمي، إذاً، أيتُها الخيباتُ..
وأستبسلي أيَّتُها الهزائمُ..
البغالُ إنتحرتْ..
ألقتْ بنفسها إلى الوديان السحيقة..
بينما الفجيعةُ..
تنسجُ وشاح أياميّ المقبلةْ..
تنحني على النول بهمةٍ أرعبتنيْ.!

فمي مليء ببروقِ خرساءَ
قلبي..
تلالٌ تنتظرُ الفجر
و ذاكرتي..
حقولٌ تنتظرُ الربيعَ.

أيتُها الشمسُ أين تنامين؟
أيُها القمرُ..
ألا يأتيك النعاسُ؟

غُفرانُك..
يا سيدة النخل السومرية..

في وحدتي ألتقيكِ..
نظرتُكِ دمرّتْ هدوئيْ..
بينما شمسكِ..
تنطفىءُ في عتمة المعبدِ!

شمسُكِ اختفتْ خلف المذبح...
في القاعة المعتمة،
حيث الضريحُ المقدسُ..
والشموعُ الملتهبةُ ترتجفُ حولهُ
حيثُ العتمةُ تعلنُ عن براءتها..
والأشباحُ..
تمضي لعزلتها وحيدة!

دعيْ الريح، إذاً، تداعبُ شعركِ الأسود..
دعيْ الظلال تمرقُ من بين أناملك..
دعيْ الثيران المجنحة تهبط عند البوابة..
فالماضي أوصد أبوابهُ..
أطفأ قناديله الشاحبة..
ومضى إلى موسم النوم..
بينما أنا ظمآنُ لرؤيتكِ..
غير أن أملي مدمرٌ
مثل تفاحةٍ داسها فيلٌ أعمى!!

روحي تسمعُ أنينَ الموتى..
تسمعُ نواحهم في الطرقاتِ..
وفي الحدائقِ الليليةِ..
حيثُ الأشباحُ تختفي بين الأشجار..

آه أُّيتُها السومرية
وردتك المقدسةُ الملتهبةُ..
ستجفُّ من دوني..
من أين لها ندى السماءِ..
فالشتاءُ وحدهُ..
يعرفُ كيف يداعب الموتى!
الشتاءُ وحدهُ..

خُذيني إذاً أُّيتها الكاهنةُ..
إلى مياهكِ العميقة..
إلى كهوفكِ المسحورة..
ولتوقدي جنتكِ..
مِنْ لهيبِ جحيمي!!

من " شموع للسيدة السومرية - من إبتهالات المريد الشريد الضائع في متاهة المعبد الأبيض في أوروك إلى سيدة النخل والصمت والأسرار المعلنة"


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.