الرئيسية » » الإيمان العميق لحـد الشــك..! | برهان شاوي

الإيمان العميق لحـد الشــك..! | برهان شاوي

Written By Unknown on الأحد، 19 يوليو 2015 | 12:55 ص



الإيمان العميق لحـد الشــك..!
فجأة سألها:
- هل كان الوالد رحمه الله صوفياً.. ؟
- لا.. لكنه كان مؤمنا إيمانا عميقا لحد الشك..؟
انتبه لإجابتها وسأل بنبرة في تأمل :
- غريب.. الإيمان لحد الشك..؟
- نعم..
- كيف.. ؟
- كان أبي يضع في مكتبته نصا مأخوذا من كتاب هندي هو في الحقيقة همس لبراهما يُعد كصلاة هندية قديمة في سفر اليوبانيشاد ، والنص يقول:
إذا ظن القاتل أنه قاتل
والمقتول أنه قتيل
فليسا يدريان ما خفي من أساليبي
حيث أكون الصدر لمن يموت
والسلاح لمن يَقتلُ
والجناح لمن يطير
وحيث أكون لمن يشك في وجودي
كل شيء حتى الشك نفسه
وحيث أكون أنا الواحد
وأنا الأشياء
حينما أنهت حواء الصايغ جملتها الأخيرة بدت وكأنها كانت تصلي، فقد كانت تبتهل بخشوع ورهبة.. صمت آدم المطرود لحظات وهو يفكر مع نفسه ويبحث عن أثر هذا النص على روحه وتفكيره، وأخيرا علّق قائلاً بنبرة مليئة بالقلق :
- لكن هذا له علاقة بفلسفة وحدة الوجود..
- صحيح جداً.. والدي رحمه الله يؤمن بأن للكون والوجود واجدا ً، خالقا ً، وهذا الخالق هو الذي يسمى في الدين باسم لفظ الجلالة الله. وهذا هو اسمه في اللغة العربية، لأنه في اللغات الأخرى يسمى أسماء مختلفة، لكنه في الجوهر هو المقصود. المشكلة التي كان يفكر فيها أبي هي أن الأديان والفلسفة تؤكد بأن الخالق ليس مادياً، وليس له أي تجسيد مادي، وبالتالي كان أبي يسأل أحيانا، وهذا ما دونه في يومياته، بأنه لو كان الخالق خارج الكون والوجود المادي، فهو إذاً ليس خالقاً مطلقاً، لأن الكون أو الوجود يأخذ حيزا مكانياً كبيراَ، والخالق خارج هذا الحيز، بينما فلسفة وحدة الوجود ترى أن الكون هو إحدى تجليات الخالق، وأن الوجود مندمج بالخالق..أحد أبعاده.. بمعنى آخر لو أن الوجود منفصل عنه..وهو منفصل عن الوجود..فهذا يعني هو ليس كاملا وشاملا ولانهائيا ومطلقا..فهو مطلق ناقص حيز الوجود.. وهذا ما ذهب إليه بعض الفلاسفة والمتصوفة المسلمين، كما ذهبت إليه بعض الديانات الشرقية، وأعتقد أن الفيلسوف سبينوزا يؤيد ذلك..بأن الوجود نفحة الله..أو كما تؤكد العلوم بأن الوجود أحد تجسيدات العدم المطلق الروحاني غير المادي..
نظر آدم المطرود إليها بوله وقال بنبرة واثقة:
- أقر بأنني أمام فيلسوفة..
- لا.. أبدا..ربما أنا أفكر..أبي علمني التفكير..لكن التفكير يولد الحزن..
من حوارات متاهتي الأولى" متاهة آدم"
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.