ضياء الخماسي
خطوة واحدة قدمتها ومشيت
مشيت طويلا دون ان التفت للمناديل المعلقة كالاعلام
التي ترفرف مبتسمة لأيام الوداع
مسحت أثر خطواتي ومشيت
لكي لا يحترق ما تبقى من الدموع
التي ستبكيها ساعات اللقاء
لم أر العيون التي حلمت بها حين تكاثرت الوجوه حولي
تألمت كثيرا لكنني ما ألتفت للوراء
كنت كالقائد المصاب الذي يشد على جرحه
حتى لا يسقط الجند في المعركة
لم ألمس اليد التي عاهدتني الا نفترق وأفترقنا
لان قلبي كان يعلم أن المواثيق تهزم وتمزق ويحترق مضمونها
كما تحرق رصاصات الحرب مواثيق السلام
كان رفيقي الشتات والحيرة والضياع
كالسماء التي تحاصرها الغيوم من كل مكان
تبحث عن بدرها الغائب يشق صدرها بالنور
رغم كل ذلك واصلت المسير
كالسحاب الذي ودعته محطات الفراغ اللا كوني
مشيت فوق أرض من الجمر إسمها ما بعد الغياب
مشيت ولم أكمل حديث لهفتي للزنابق الخضراء على الرصيف
ولم أكمل رسم الدرة البيضاء
مشيت ومشيت الى أخر عمري
وأخر عهدي لأن العهد في قلبي لا تنقضه الايام
وتركت السنين الجميلة عندك
لكي لا يعرفني الياسمين من جديد
أخجل حينها أن أشم عبيره ولا أنطق باسمك