الرئيسية » » أنبشُ أعالي ذاكرتي | صلاح فائق

أنبشُ أعالي ذاكرتي | صلاح فائق

Written By Lyly on الأربعاء، 29 أبريل 2015 | 6:43 م


صلاح فائق 

أنبشُ أعالي ذاكرتي
أعثرُ على رجلٍ يحملُ قرنفلة
ويلوّحُ بها مثل عاشقٍ .
أغطي وجهي بقميصي كي لا يراني :
تشردتُ بسببِ حبي للأزهار

وكانت معي تتكلمُ .
ألآن تتبدى روحي في أحجارٍ وحصى
لا يصغي إليّ أي كوكب
أهذي أمام البحرِ , حولي حيوانات
ومن بعيدٍ أشاهدُ معلمينَ يهربون من بلدة

*
أغادرُ أي بلدٍ دون أن أصافحَ ,
في مطارٍ أو مرفأ , أحداً .
أسدلُ الستائرَ حينَ أكتبُ
أعرفُ قصائدي لا تعالجُ آلآم ظهري
وليست مفيدةَ لمواساةِ هنودٍ ,
يبكونَ في حانة

*
لسنواتٍ كتبتُ , على جدرانٍ هنا وهناك
شعاراتٍ وشتائمَ ضد الحكومة وأغنياء المدينة .
أنا ألآن متقاعدٌ , في الليلِ أرى شباناً يتسللونَ
من بيوتهم , يكتبونَ على جدرانٍ شعاراتٍ وشتائمَ
ضد الحكومة وأغنياء المدينة , كما فعلتُ أنا
لكنّ الحكومة لا زالت هنا
كذا أغنياء المدينة

*
انا مدمنٌ على النومِ في مكتبة , مقهى 
في سياراتِ النقلٍ بين قرى , وأمام سجنٍ .
مدمنٌ على إلقاء خُطبٍ على فلاحينَ
لا يرونني ولا يراهم أحد .
مدمنٌ على حملِ جسرٍ من مدينةٍ الى مدينة ,
على التجوالِ بين الغيوم
وترك وجهي يتكلّمُ في مستشفى
دون أن ألفظَ كلمة واحدة

*
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.