نصيف الناصري
خَطَرٌ فَظيعٌ يَشْتَدُّ عَلَيْنا كلّما
فارَقَت بَعض الأرواح أبدانها
وأصبَحَت تَفْتَرس
ما نَتَحاشى مَوْته.
الأجْيال تَتَعاقَبُ وَلَها
ظلٌّ مُعْتمٌ وَيُسَخِّنُ نَدى الآبار.
هَل خابَت آمالنا بمَجيء
مُخَلِّص يَنْتَشلنا مِن الهاويَة
التي امتَلأَت بالقَرابين؟ بَعد
أن انحَسَرَت مياة الغَرق أقْلَعْنا
باتجاه الأبَدية والتَقَيْنا بأكْثَر
الناجين يأساً. جَفَّت قلوب
الثمار التي حَمَلْناها مَعنا وَخيِّل
للشيوخ الذين انزَووا في
ملاجئهم أن لا الله ولا الزَمَن
سيسْعفان المُبْتَلى في رَقْدَته
عَلى الحجارة التي لا تُلائمه.
لكلّ فَرْد في حَياته أخوَين،
المَوْت والميلاد والاستهانة بهما
تُسّببُ المَشَقَّة. العالَم لا يَخْلو مِن
المُتَبَطِّرين الذين ينقلون
أمْتعَتهم عَلى مَرأى
مِن الدودَة.