سببُ حبي لهذه الجزيرة
صلاح فائق
سببُ حبي لهذه الجزيرة
في منامي , مرة اخرى , اراني أغسلُ أسناني
بفرشاةٍ بعد فرشاة ولا أرضى
ثم أمسحُ أطراف كلبي بمنديلي المبلل :
في كلّ صورةٍ نداءٌ , انا الذي لايُخفي شيئاً
فشبابيكي مفتوحة وبلا ستائر
لتدخلَ حشراتٌ ونوارسَ وارحّب بالنملِ
*
اصغي الى صراخِ أمواج المحيط , كأنها تدعوني
أخرجُ لألبي طلبها , اصادفُ سماكينَ يعودونَ وهم
يغنّون . لم يصيدوا كثيراً لكنّهم نجوا من إعصار
اقفُ هناكَ , تهدأُ الامواج
*
لاحدّ لإفتتاني بالرياح
حينَ تهبُّ تغمرني غفلةٌ كبيرة
أظنّ خادمتي مدّت , من هنا ,
جذورها في حياتي , بصبرٍ وصمت : أطبخُ لها
واغسلُ ملابسها وكأنها أُمي .
عندما افعلُ هذا , أتذكرُ طفولتي تلهو في طاحونة
*
أُبعثرُ أفكاراً وذكرياتٍ تحتشدُ في رأسي
فهي ليست لي وانما من زمنٍ كنتُ فيه مع
ثوارٍ في جبل ـ هناكَ تعلمتُ إحترام بغال القرى
شارباً , كل صباحٍ , حليب جوز الهند من
أشجارٍ لا يملكها أحد .
هذا سببُ حبي لهذه الجزيرة
*
رجلٌ كهلٌ ينقلُ كرسياً من شرفتهِ
الى غرفة الكتابة { هي ايضاً للكوي
وتأمل الجدرانِ لساعات } , ثم يعيدهُ الى الشرفة
فيما يتطلعُ اليهِ كلبهُ مندهشاً .