اعتَبَرْنا الحَداثَة الغَليان في المَكْبوت | نصيف الناصري

اعتَبَرْنا الحَداثَة الغَليان في المَكْبوت وَكُنّا نأملُ مِن
{ رواد الاستراتيجية } لو انّهم عَبَروا الحدود أو
انّهم وَضَعوا المَعايير التي تُفَرِّقُ بَينَ الشاعر الفِطْحَل
والشويعر الإمَّعة. الضراط الايديولوجي للطَوائف
يَسدُّ الآفاق الآنَ وَيَمْنَعُ الشَمس عَن النَبات وَعن البَشر.
حزْبيّون وَيَقْتلون الآخر المُخالف وخيَّرهم امّا نَزيل
المَصْرَف الحكومي أو مُحايد في رؤيته للشَعب يُقْتَل أو
تَتمُّ سَرَقة مُتْحفه الوَطَني. لَيْسَت الحَداثة الانضمام الى
عرْزال الطائفة وَنصب الكَمائن للسيَّابيين والأدونيسيين
والسركونيين والبيّاتين. التَعَدَّد والتَنَوَّع وَسائط للوصول
الى الشُعَل الدائمة في الابداع. نَرْسيس الحَصيف لَم يَكُن
مِن طائفة ما. كانَ مِن طائفة ذاته وَلَم يفْقد تَوازنه حين
كان يقرأ ديوان صَلاح فائق. الغَلط البنْيَوي في ثقافَتنا
الراهنة، يَتَحَمَّلَهُ صغار الشعراء الذين يَضَعون داخل
اطيازهم النوازع العدْوانية لذواتهم التلفزيونية.