أوشــــالُ بغــــــــداد
لشاعرةٍ أمويّةٍ
كان مثّالٌ عربيٌّ قد وضعَ نصباً
في حانةٍ برصافةِ بغدادِ العباسيين
قبل ألفٍ ونيّفٍ من السنين.
كان مثّالٌ عربيٌّ قد وضعَ نصباً
في حانةٍ برصافةِ بغدادِ العباسيين
قبل ألفٍ ونيّفٍ من السنين.
يفدُ الشعراءُ كلَّ ليلة
مفتونينَ هائمين سكارى
فيسكبون جرارَهم على صدر الشاعرة
ليستقبلوا الخمرة بشفاهٍ ظامئةٍ وأفواهٍ فاغرة عند موضع النهر ما بين ركبتيها المطبقتين.
وتفد الجواري المغنياتُ
إلى الحانةِ قرب النصب،
وترقصُ قيانٌ وإماءٌ وغلمانٌ مردٌ
على وقعِ هديلِ شاعرة الأمويين
وهي تضربُ على العود وتغنّي أشعاراً من سافو.
مفتونينَ هائمين سكارى
فيسكبون جرارَهم على صدر الشاعرة
ليستقبلوا الخمرة بشفاهٍ ظامئةٍ وأفواهٍ فاغرة عند موضع النهر ما بين ركبتيها المطبقتين.
وتفد الجواري المغنياتُ
إلى الحانةِ قرب النصب،
وترقصُ قيانٌ وإماءٌ وغلمانٌ مردٌ
على وقعِ هديلِ شاعرة الأمويين
وهي تضربُ على العود وتغنّي أشعاراً من سافو.
وفي غرّة كل آذار
كان الخليفة المستقوي بالله يأتي،
ويضع تحت قدمي النصب ورداً وآساً وأوركيداً
كان يؤتى به من أقاصي بلاد الصين.
وكانت الفتاةُ الأموية تنسلّ من النصبِ وتأخذُ بكفيها كفّي الخليفة
وتقوده إلى حيثُ قصرٍ لها
تحت سوادِ النخل
في أسفلِ النهر
في بغداد.
كان الخليفة المستقوي بالله يأتي،
ويضع تحت قدمي النصب ورداً وآساً وأوركيداً
كان يؤتى به من أقاصي بلاد الصين.
وكانت الفتاةُ الأموية تنسلّ من النصبِ وتأخذُ بكفيها كفّي الخليفة
وتقوده إلى حيثُ قصرٍ لها
تحت سوادِ النخل
في أسفلِ النهر
في بغداد.
والآن..
وبعد هذي السنواتِ الألف والنيّف
يهيم شعراءٌ عدميون شعثٌ غُبرٌ في بغداد
في أزقة ما خلف الميدان
وفي حواري كامبِ الأرمن والبتاويين
وعلى أوشالِ النهر في جزيرةِ أم الخنازير
وتحتَ النصبِ المنسي لنواسي بغداد
منتظرين أن تفيقَ شاعرةٌ أموية من رقدتِها
ما بين أكداسِ نفاياتٍ وقربَ مواضع قمامةٍ مهملة
لتفركَ عينين مطفأتين
وتدعك طيناً تيبّسَ على رماد شعرها
وهي تلم قميصاً بالياً تخرّقَ عن ثديين يابسين
وتنقر على علبةِ صفيحٍ جوفاءَ
فتنشج بغناءٍ لا صوتَ له
عن نصبٍ كان لها
وعن حانة كان النصبُ فيها
وعن شعراءَ وقيانٍ وإماءٍ
وعن بغدادَ التي لم ترَها منذ ألفٍ ونيّفٍ من السنين.
وبعد هذي السنواتِ الألف والنيّف
يهيم شعراءٌ عدميون شعثٌ غُبرٌ في بغداد
في أزقة ما خلف الميدان
وفي حواري كامبِ الأرمن والبتاويين
وعلى أوشالِ النهر في جزيرةِ أم الخنازير
وتحتَ النصبِ المنسي لنواسي بغداد
منتظرين أن تفيقَ شاعرةٌ أموية من رقدتِها
ما بين أكداسِ نفاياتٍ وقربَ مواضع قمامةٍ مهملة
لتفركَ عينين مطفأتين
وتدعك طيناً تيبّسَ على رماد شعرها
وهي تلم قميصاً بالياً تخرّقَ عن ثديين يابسين
وتنقر على علبةِ صفيحٍ جوفاءَ
فتنشج بغناءٍ لا صوتَ له
عن نصبٍ كان لها
وعن حانة كان النصبُ فيها
وعن شعراءَ وقيانٍ وإماءٍ
وعن بغدادَ التي لم ترَها منذ ألفٍ ونيّفٍ من السنين.