بوذا يغازلُ خادمتي
مهما فعلتُ , كتبتُ وغنيتُ , لا اتخلصُ من عقلي :
اراهُ الآن مندهشاً من ارتفاع الأفق مترين
لأن غزالاتٌ تمرّ الى بيوتهن
والقمرُ يساعدهنّ بضيائهِ في الدروب
***
ارى في السماء جداولَ
في احدها شغيلةٌ يغسلون دباً ميتاً
في آخرَ جمعٌ يرتّبُ جنازته المهيبة
وحشدٌ في اخريات ينتظرُ
***
هاهو يتضحُ مااريدُ ان اقولَ وانا احتضرُ قرب سريري
ندائي الأخير الى اسرى في سيارات اسعاف :
اقفزوا من النوافذ , اطرقوا ابواب غرفِ فنادق باذخة
واصفعوا اغنياءَ يستمنونَ فيها
***
اليوم وثبتُ , في حديقةٍ , من فوقِ عجائز نائمات
هارباً من مطرٍ لاحقني وحدي
حتى دخلتُ عربة قطارٍ مهجور
فتوقف .
اعرفهُ سيهطلُ اذا عبرتُ الى جهةٍ اخرى
لاعجائز نائمات هناك
لأقفز من فوقهن
ولا عربة قطارٍ مهجور
***
احبّ ان اتكلمَ كما اكتبُ
في مقهى , سوق , معتقل او مبغى .
اذا عاصفةٌ تكلمني
تحاورني امواج
وتومىء اشجارٌ لي بالإيجاب
ماذا , اذن , يعيقُ سابلةً
سماعَ هذا الصوت وفهم كلماته البدائية ؟
احبّ ان اكتبَ كما اتكلمُ
***
ضد بدر شاكر السيّاب
مطر
مطر
مطر ,
ثم ماذا ؟
لا , لا يريحني المطرُ
فهو يلوّثُ حذائي وقميصي الجديد
يُغضبُ كلبي وخادمتي التي يغازلها بوذا
كما تدّعي .
اتحملُ ضجيجَ ببغاء
تمثالاً يلحسُ قاعةً
مشاكلَ صيادينَ معي في جبل :
عانيتُ كثيراً ولأعوامٍ
فقدتُ احلاماً وتأملات
بسببِ مائه الملوث .
***
طيورٌ كبيرة في الاعالي بلا اجنحة
لا يراها غيري , سرٌّ ساحتفظُ بهِ
ارويهِ لروحي في نهاية الليلِ
حين ترتمي , منهكةً , في قاربٍ
او تخرجُ من اواسطِ كتابٍ اقرأ فيه
وهي تصرخُ
***
اقرأ كل الليل او اكتبُ
انامُ طوال النهار , تحيطني ذكرياتي
وفي منامي يظهرُ شاطىءٌ في منفى
ملطخٌ بدماء حيتان , وكتبٌ ممزقة ومبعثرة ,
سياحٌ يغنون في زورقٍ يقوده ابي
الذي مات قبل عشرين سنة
***
اما وقد قضيتُ سنواتٍ اجاملُ اشجاراً وحصى
حانَ وقت اغلاق بابي ,
الجلوسَ مع نفسي وظلّي
كي لا اشعرَ بالعزلة