رباعيات
في موهنٍ من الليلِ
سقطتُ في البحر .
لحسن حظّي لم اكن ارسفُ في اغلالٍ
اعادتني الامواجُ من حيثُ اتيتُ
***
امشي في الليل البهيم
شوارعُ مهجورة , يتبعني ريفٌ بلا سكانٍ
ولا اشجار .
جنائنُ في راسي , حولي ترفرفُ ستائرُ نوافذ
***
سلختُ عمري متجولاً
حتى وانا في غرفتي
ساعيشُ مائة سنة , ساكتبُ في كل واحدة
مجموعة شعرية
***
مأوى ايتام , مصنع سيارات , ثكنة , معبد
مدرسة , مستشفى , مكتبة , معتقل ,
مسرح , متحف , مبغى , مقبرة :
ابنية متشابهة .
***
لا اكادُ اجدُ غرفة تحتوي سريراً
اعثرُ على سريرٍ بلا غرفة
او غرفة بلا سرير
بعد يومٍ من البحثِ , ارى نهاراً يحتضرُ
***
تصادفني عقباتٌ قبل كل مغيب
ظهور ثلوجٍ في خرائطي المعلّقة
فلا استطيعُ المضي في دروبها
والموسمُ صيفٌ لاهبٌ
***
لستُ سوى عابر سبيل
اخرجُ متنكراً لاني بدينٌ
رغبتي , وانا اهرولُ
كسر زجاجٍ شبابيك جيراني
***
في طريق عودتي
من مقلعِ مرمرٍ ,
ومضاتٍ تمضي تحت فكي السفلي
نحو قواربَ مصابة بشظايا قنابل
***
امعنُ في اوهامي :
اطلبُ من قاتلٍ اجيرٍ
ان ينحني تكريماً لتمثالِ شاعرٍ
احملهُ بين يديّ
***
لا اذعنُ لأي شيء ولأي كان
رغم اني لم اعد شاباً , جيوبي مملوءةٌ بالنقود
امسكُ , بقوةٍ , بقرني ثورٍ
فلا يمكنني ان اهرب
***
على جدرانِ هذه القرية اعلّقُ كتاباتي
بمسامير طويلة : هذا لا يهمّ ولا يفيدُ
لا احدَ يعرفُ العربية هنا ,
لا تبقى الصفحاتُ في اماكنها ـ رياحُ البحرِ تهبّ بشدة
***
في الخارجِ روحي تجلسُ على صخرة
انتظرُ عودتها كي اذهبَ الى مكتبة
عمودي الفقري , هو الآخر
يفكرُ بالهجرة : لم يعد يتحملني
***
هناكَ سرٌّ بيني ونفسي
كنتُ في الماضي اطبعُ قصائدي
الآن اخفيها في اسطبلٍ
يملكهُ مطران
***
ملابسي ليست مهترئة
ربطة عنقي حبلٌ طولهُ متر
ليس لي اي اعتبارٍ في هذه القارات
لذا ابتعدُ , حاملاً صدري معي