الرئيسية » » أعجزت نثري | يحيى السماوي

أعجزت نثري | يحيى السماوي

Written By Unknown on الخميس، 10 يوليو 2014 | 6:06 ص



دعيني من أماسيكِ العِذابفما أبقى التشردُ من شبابي
قَلبْتُ موائدي ورميتُ كأسيوشيَّعْتُ الهوى ورَتجْتُ بابي
خبَرْتُ لذائذ الدنيا فكانتأمرَّ عليَّ من سمٍّ وصاب
وجدْتُ حلاوة الإيمان أشهىوأبقى من لُماكِ ومن إهابي
إذا يبُسَ الفؤادُ فليس يُجديندى شفة مُطيَّبةِ الرضابِ
أنا جرحٌ يسير على دروبٍيتوه بها المصيبُ عن الصوابِ
سُلبْتُ مسرَّتي واسْتفردتنيبدار الغُرْبتينِ مدى ارتيابي
وحاصَرَتِ الكهولة بعد وهْنٍيَدُ النكباتِ جائعة الحِرابِ
وما أبقتْ لي الأيامُ إلاّحُثالتها بأبريقٍ خَرابِ
ترَشَّفْتُ اللظى حين اصطباحيوأكملتُ اغتباقي بالضبابِ
أُطلُّ على غدي بعيونِ أمسيفما شرَفي إذا خنْتُ انتسابي؟
تُحرِّضُني على جرحي طيوفٌفأنْبشُهُ بسكيني ونابي
وربَّ لذاذةٍ أوْدَتْ بنفسٍوحرمانٍ يقودُ إلى الطلاب
أظلُّ العاشقَ البدويَّ.. أهفوإلى شمسٍ وللأرضِ الرَغابِ
أنا البدويُّ لا يُغري نِياقيرُخامُ رُبىً.. وناطحةُ السحابِ
أنا البدويُّ.. لا يُغوى صُداحيسوى عزف السواني والرَّبابِ
ودلَّةُ قهوةٍ ووجاقُ جمرٍتَحَلَّقَ حوله ليلاً صحابي
وبيْ شوقٌ إلى خبزٍ وتمركما شوق البصيرِ إلى شِهابِ
وَلِلَبَنِ الخضيضِ وماءِ كوزٍوظلِ حصيرةٍ في حَرِّ آبِ
فُطِرْنا قانعينَ بفقرِ حالٍقناعةَ ثغرِ زِقٍّ بالحَبابِ
أبٌ صلَّى وصامَ وحَجَّ خمساًوأمٌ لا تقومُ عن «الكتابِ»
ألا ياأمس أين اليوم منيصباحاتٌ مُشَعْشعةُ القِبابِ؟
وفانوسٌ خجولُ الضوءِ تخبوذؤابتُهُ فَيُسْرِجُها عتابي؟
وأين شقاوتي طفلاً عنيداًأبى إلاّ انتهالاً من سرابِ؟
أُشاكِسُ رفقتي زهْواً بريئاًومن خَيْشٍ و«جُنْفاصٍ» ثيابي!
ألوذُ بحضنِ أمي خوفَ ذئبٍعوى ليلاً وخوفاً من عُقابِ!
كبرتُ ولايزال الخوفُ طفلاًوقد صار «الرفاقُ» إلى ذئابِ!
تطاردُ مقلتي منهم طيوفٌفعزَّ عليَّ ياأمي إيابي
وعزَ على يديك تَمَسُّ وجهيلتمسحَ عنه وَحْلَ الاغترابِ!
وعزَّ .. وعَزَّ.. حتى أنَّ عِزّيغدا ذُلاً فيالي من مُصابِ!
وعاقبني الزمان ـ وهل كنأيٍبعيدٍ عن بلادي من عِقابِ؟
تقاسَمَتِ المنافي بعض صحبيوبعضٌ آثَرَتْهُ يدُ الغيابِ
ولولا خشيتي من سوءِ فهمٍوما سيقالُ عن فقدي صَوابي
لَقلتُ: أَحِنُّ يابغداد حتىولو لصدى طنينٍ من ذُبابِ!
لِوَحْلٍ في العراقِ وضُنْكِ عيشٍجِوارَ أبي المُدَثَّرِ بالترابِ
جوارَ أُخيَّةٍ وأخٍ وأمٍوأحبابٍ يُعَذِّبُهم عذابي!
أبا الحرف البليغ وهل جوابٌكصمتي حين أعجزني جَوابي؟
بلى.. لم ألقَ مثل عرارِ نجدٍولا كرحابِ مكةَ من رحابِ
ولا كعشيركم أهلاً وصحباًولا كحصونكم دِرْعاً لما بي
عشقتُ ديارَ ليلى قبل ليلىفَمِنْ رَحمِ الصِّبا وُلِدَ التصابي
ولكن شاءتِ الأيامُ منيوشاءَ جنونُ طيشي من لُبابي
ولستُ بِمُبْدلٍ كأساً بكوزٍولا لهواً بِعِفَّةِ «ذي نِقابِ»
أنا البَدويَّ.. في قلبي عِقالٌو(َيَشْماغٌ)ولستُ بِمَنْ يُحابي
إذا كان العراقُ رغيفَ روحيفإنَّ عَرارَ واديكم شرابي
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.