الرئيسية » » أقداح و أحلام | بدر شاكر السياب

أقداح و أحلام | بدر شاكر السياب

Written By Unknown on الخميس، 10 يوليو 2014 | 3:58 ص




أنا لا أزال و في يدي قدحيياليل أين تفرق الشرب
ما زلت أشربها و أشربهاحتى ترنح أفقك الرحب
الشرق عُفر بالضباب فمايبدو فأين سناك يا غرب؟
ما للنجوم غرقن ، من سأمفي ضوئهن و كادت الشهب ؟
أنا لا أزال و في يدي قدحيياليل أين تفرق الشرب ؟
******
الحان بالشهوات مصطخبحتى يكاد بهن ينهار
و كأن مصاحبيه من ضرجكفان مدهما لي العار
كفان ؟!بل ثغران قد صبغابدم تدفق منه تيار
كأسان ملؤهما طلى عصرتمن مهجتين رماهما الحب
آو مخلبان عليهما مزق
حمراء تزعم أنها قلب
******
الخمر جمعت الدهور , ومافيهن بين جوانب الحان
ياويحها! أسكرتُ أم سكرتْأم نحن في السكرات سيّان
رمت العوالم والدهور على ثغري وفوق يدي وأجفاني
كفي تمدّ فما تناولني كأسا لعيني خمرها نهب
وأصافح الدنيا .. فياعجبا البعد لان .. وأعرض القرب !
******
يا ليل ، أين تطوف بي قدمي ؟في أي منعرج من الظلم
تلك السبيل أكاد أعرفهابالأمس خاصر طيفها حلمي
هي غمد خنجرك الرهيب ، و قدجردته و مسحت عنه دمي
تلك السبيل على جوانبهاتتمزق الخطوات أو تكبو
تتثاءب الأجساد جائعةفيها كما يتثاءب الذئب
حسناء يلهب عريها ظمأيفأكاد أشرب ذلك العريا
و أكاد أحطمه ، فتحطمنيعينان جائعتان كالدنيا
غرست يد الحمى على فمهازهرا طوى شهواتها طيّا
إن فتحته بحرها شفةسكرى يعربد فوقها ندب
رقص اللهيب على كمائمهو مشى الطلاء يهزه الوثب
عين يرنح هدبها نفسيوفم يقطع همسه الداء
ويد على كتفي مجلجلةرباه .. ويك !أتلك حواء
لا كنت آدمها و لا لفحتفردوسي الخمري صحراء
صوت النعاس يرن في أفقيفتذوب ناعسة به السحب
إن الفراش يقيك ياقدميسوء العثار إذا دجى درب
******
أنا حائر متوجف قلقكالظل بين جوانب البحر
المد قربني إلى شبحيوالآن تبعدني يد الجزر
وأنا الضياء تخيفني دجنوأخاف أن سأضيع في الفجر
يانوم كل عوالمي حجبولو التقيتك ذابت الحجب
و انثال ، من سهري علىسهري ينبوعك المتثائب الرطب
أثملت بين جوانحي أملاماكنت أعلم أنه أمل
مثل الفراشة عاد يحبسهادوح بذائب طله خضل
لولا خفوق جناحها غفلتبيض الأزاهر عنه والمقل
أنا من ظلالك بين أوديةعذراء ، كل سهادها عشب
هام الضباب على جوانبهاطل الوشاح كنجمة تخبو
******
أنا كوكب ظمآن ترعشهنطف مؤرجة من السحر
أنا غير جسمي عالمي حلمبكر الظلال ، ولمحه عمري
قلبي تغرّب عن أحبتهوانسل من نغماته وتري
فإذا لثمت فغير خادعةباتت لكل مخادع تصبو
وإذا شدوت أرن في أفقعبر السماء غنائي العذب
******
هو يافؤادي طيفها مسحتعنه التراب أنامل الغسق
هو غير تلك أما ترى ألقاهو من دمائك أنت من حرقي
هو غيرها .. غدرت ، وبادلنيحبي ، و ضمد بالسنا أفقي
ومن المهازل أن يرى أمدابين الخيانة و الهوى _ هدب ؟
أين العوالم كيف غيّرهانوم يرف وخاطر صب
******
خفقت ذوائبها على شفتيو سنى فأسكر عطرها نفسي
نهر من النفحات أرشفنيريحا تريب مجامر الغلس
فكأن نايا ضمخته يدا آذارناغم ليلة العرس
فغفا و ما زالت ملاحنهملء الفضاء يعيدها الحب
أو أن سوسنة يراقصهارجع الغناء بشعرها تربو
******
ياقبلة أخذت على عجلأفدي بعمري ذلك العجلا
الشعر ستّر بالظلال فميفهوى على الوجنات واشتعلا
فعلى جوانبهن منه سنايدعوه من جهل الهوى : خجلا
فضح احمرارك ياخدود فمازال يفضحني بما يحبو
هو طفلك اللاهي ينازعهأبدا إلى زهراتك اللعب
******
يا جسم ذاك الطيف ، ايا شبحامن ذكرياتي يا هوى خدعا
لعناتي الحنقات ما برحت تعتادخدرك و الظلام معا
خفقت بأجنحة الغراب علىعينيك تنشر حولك الفزعا
الصبح ، صبحك ، ضحك شامتةدام و لليلك مضجع ينبو
و إذا هلكت غدا ، فلا تجديقبرا و مزق صدرك الذئب ؟
******
و البوم يملأ عشه نتفامن شعرك المتعفر الضجر
و يعود ثغرك للذباب لقىو يداك مثقلتان بالحجر
لا تدفعان أذاه عن شفةبالأمس أخرس لغوها و تري
و ليسق من دمك الخبث غدادوح تعشش فوقه الغرب
تأوي الصلال إلى جوانبهغرثى و يعوي تحته الكلب
******
ويعود من خشباته نزقجان ، بمقبض خنجر دام
ويعد منه سرير زانيةتهوى فتثقله بآثام
وتظل أعواد المشانق منأعواده ، كسيت بأجسام
حتى إذا عصف الذبول بهوهوى عليه المعول العضب
كان الوقود لقدر ساحرةبين المقابر شأنها القشب
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.