يَكْفي للتَفْرقة بَيننا وَبَين الذين أراحهم الله وانتَظموا مَعَ
الغَرقى، أن نَتَحاشى صَفّ الحجارة لنَفسها وَسط الأشْجار
المُرْتَجّة. إخصاب ثَمَرة في تاريخ الفَرد يُحرّض متولّي
لَحظة غرقه على تَهْيئة البذرة الشاحبة لزَمَن زواجها.
أغْلَب الذينَ تَعذَّبوا أثْناء تَلْقينهم صَلاة الغَرق، فاتهم سرور
عَظيم وتَخلَّوا عَن زَمَنهم الذي يَنْكفىء فيه النَسيم المُحبَّب
للنسْيان. الماضي يَتَسلَّح وَيَتَملَّق بركان المُسْتَقْبل واللحظة
تُخرّبها دموع الدودة. إشارة زَمان تَتَقطَّع وَتَمْحو الامْتلاء
في الإرادة، تَسْلبنا القابلية على الحلم. الطوفان كان كلمة
ارستقراطية خاطئة، عَجَز فيها الغَرقى عَن ردّ الجواب
للغَرق واختاروا غيابهم.
17 / 7 / 2014