الرئيسية » » الى آنَّا .. | نصيف الناصري

الى آنَّا .. | نصيف الناصري

Written By Unknown on الثلاثاء، 14 يوليو 2015 | 6:43 ص



الى آنَّا ..
1
تواصلُ السيّدة في المَطْبَخ حياكة شَيء ما،
ولا تَشْعر بالاعتدال مَعَ الحَيوان الذي يَثْغو
وَيَقف بمحاذاة نَهارها النازف.
الفلاَّحون أجدادها وَصَلوا الى الصَخْرة
التي حَبَسوا فيها إلههم وانتَزَعوا الاعتراف
منه. العَيْش في المُدن الغَريبة يَحْتاج الى
تَفاهم مَعَ المَصاعد النموذجية للأشْجار.
الأفياء مُنْهكة وَتَنْخَسفُ فيها الجَمْرَة
اللافحة للمُعْجزة وَلَيْس بامكان المرء حين
تَخطّيه حاجز مَوته، تَحاشي اللّبدة المُمْتَلئة
بفصوص الخَواتم المُريبة للغَرقى التُعَساء.
نَظَراتها تُلاحقني وأسْمَع الثَغاء
يَنْطَلقُ بقوَّة مِن جِزَّة الصوف المَصْبوغة.
الظل يَتَمطَّى فوق جنازة طَعام
الغَداء وَهيَ لا يمْكنها أن تَثب
وَتَتَخلَّص مِن خزانة أيَّامها
المُتَجمِّدة في الحَظائر.
2
تأخَّر الانهيار واختَصَرْتُ الطريق في صعودي الرابية
العَطِنة لليل. كُنْتُ أسْمَعُ صخب المَذْبَحة واعتَدَلْتُ في
شكوكي. التَحسّر على ما فات لا يجْدي وَالجثث الغَفيرة
مُقْرفة وتَسير في الشَوارع. نفايات تَتَلاطمُ مَع بَعضها
البَعض وَحَياة الانسان في عَصر اللامبالاة مُبقَّعة دائماً
بالمآسي والارث العمْلاق للقَتل.
تَلاشى النَهار وَعادَ المرْضى
الى تَوابيتهم. عَبَثاً حاوَلْتُ أن
أُميّز الأصوات. دَجاجة تقوقىء
أسْفَل الدَرج، أم غَمْغَمة انسان
يَحْتَضر؟ بَصيص يَزْداد ضعْفاً
والقَرْع على الجدران يُسرِّع
بالميتة القاسية لطائر البوم.
3
قارات تَتَشظَّى في باطنها الشُعَب المَرْجانية لعَظَمَة الملوك
والأثير أقلّ نعومة مِن بخار التاريخ. عَوالم يَتَقاعس فيها
الغَرقى عَن اللحاق بالأحياء. الزَمَن الدائخ يومىء اليهم قَبل
اللحظة التي يعاودون فيها الولادة. تَهْجر البَشَرية الممالح
وَتُخبِّىء الأسْلحة تَحت القَوارب المُتَفوّهة للثأر.
الارث الكيميائي للسَكَن ببَيت الصاعقة
تَطير في صَمْته المَلائكة.
كلّ جثّة
حكاية مُسلِّية.
4
غَفَت النجوم بَيْن الأشْجار وَتَدثَّرْنا باللحاف نَنْظرُ الى الرجال
العَجائز يَرْمون قلفاتهم في الزحام. رَهائن يَجولون في أرض
السأم، والصبر لا يَتَوازن فيه الموتى أثْناء مواجهتهم الأحْياء.
يَسْتَوْلي عَليكِ يا حَبيبَتي حين تَطْلبين العون مِن إلهكِ، رَماد
المفتاح المُحلَّى للكَفَن. صيَّادو الزَواحف في البَراري تَسلَّقوا
في مَديحكِ لَهُم، الشِّراع المُحاط بجَلال الظَهيرة.
الحاضر لا يَسْتره دَغل الحَقل.
أحدِّثكِ عَن الإشْفاق الذي شَعَرْتُ
به على الغَرقى، وأنتِ لا تَكْتَرثين.
ضياء وَجْهكِ الفاتر يَغْتاب الشعاع
الذي يَتَخطَّى فَزع السيف مِن الجثّة.
5
أضْفى التثاؤب على الطوفان الذي انتَظَرْناه بَعد أن تَسلَّقْنا
أكثَر مِن بركان. مسْحة مِن الجَلال وَمَهابة أفْقَدَتْنا القدْرَة
على سماع أصْوات الزيزان. اعتدْنا في الماضي
على أن مَن يفارقنا وَيَلْتَحق بموته المؤجَّل، نَخْتَلس
منه الرَعْدة التي يخْفيها في الكفَّين. يُرطِّبُ المُخادع
الصَخْرة الحَزينة للنَهار. اشارة اعترافات لما أضْمَره
مِن شرّ الى الذين يقاسمهم المأدبة. الشكاوى انقاذ المرء
مِن الشراك التي تَنْصبها لَهُ المَلائكة أثناء الصَلاة،
والبَشَرية لا تَتَلاقى مَعَ الريش الذي يُحفِّزها على
الاقتراب مِن سياط البَحر. أيَّام حَصاد احْتجْنا في
تَرْصيعها الى المتاجرة بأكثر ايماناتنا عفونة وَرَبَحْنا
الاستقرار الى جانب اليَنابيع.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.