الرئيسية » » تكرار | أديب كمال الدين

تكرار | أديب كمال الدين

Written By Unknown on الأربعاء، 3 يونيو 2015 | 6:02 ص



تكرار


1.
أردتُ أنْ أحتمي بكهفكِ الأسْوَد
فاكتشفتُ أنّه قطعة قماشٍ بلهاء
تطيرُ في مَهبّ الريح.
2.
أردتُ أنْ أغنّي أغنيتَكِ:
أغنية البراءةِ الأولى،
فاكتشفتُ أنَّ الأغنيةَ قصيرة جدّاً
ولا تصلحُ لأيّ مقامٍ كان.
3.
أردتُ أنْ أتكلّمَ معكِ عَن أرجوحةِ العيد
فسقطتْ مِن يدي
دراهمُ العيدِ السبعة،
وبقيتُ في العاصمةِ الكلكامشية
طفلاً ضائعاً أتلفّتُ أبدَ الدهر.
4.
أردتُ أنْ ألعبَ معكِ لعبةَ الماء
فاكتشفتُ أنَّ جسدكِ قابلٌ للغرق
عند أوّل خطأ.
5.
أردتُ أنْ أقودَ غيمتيكِ العجيبتين
فاكتشفتُ أنّ المطرَ محبوسٌ بينهما
وأنّ صَلاته هي الدمع لا الشِّعْر.
6.
أردتُ أنْ أهنّئكِ
على رسومِكِ العاريةِ التي مَلأتْ ذاكرتي
فاكتشفتُ هشاشتَكِ الروحيّة
وعبثَكِ الأعظم.
7.
أردتُ أنْ أقبّلَ شفتيكِ ذاتَ حلم
فأطلقتِ عليَّ ثعالبكِ وذئابكِ وكلابك
كي تنهشَ حرفي ونقطتي دونَ رحمة.
8.
أردتُ أنْ أحيّي بستانَ جسدِكِ الملآن
بالتُفّاحِ والعنبِ والرُمّان
فأخبرتِني أنَّ الثمارَ مسمومة
وأنَّ أرضكِ على وشكِ الزلزال.
9.
أردتُ أنْ أمدحَ نونَكِ ذاتَ جنون
فقلتِ لي بهدوءِ السحَرَةِ وشعْوَذَتِهم:
إنَّ النونَ لا نقطة فيها.
10.
أردتُ أنْ أكتشفَكِ على التلّ
فاكتشفتُ أنّك تحبيّن الوادي وثعابينه فقط.
11.
أردتُ أنْ أمشي معكِ على شاطئ البحر،
فرميتِ البحرَ بحصاة،
فردَّ عليَّ البحر
بموجةٍ عظيمةٍ مِن الكراهية.
12.
أردتُ أنْ أحيّيكِ وأنتِ في أوّل الفجر
فلم تَردّي تحيّتي،
وكادتْ نافذةُ اليومِ كلّه
تسقط على رأسي.
13.
أردتُ أنْ أقبّلكِ ذاتَ حياة
فالتفتِ بلا مبالاةٍ إلى حائطِ الموتى.
14.
أردتُ أنْ أدعوكِ إلى المائدة
فأشرتِ بغرورٍ إلى كُرسيّكِ الفارغ
وكأسكِ الفارغة
وفراغكِ الفارغ.
15.
أردتُ أنْ أنتقدَ قسوتَكِ المُدهشة
ففتحتِ لي بابَ السجن
وناديتِ على السجّان.
16.
أردتُ أنْ أتلمّسَ خصلات شَعْرِكِ المُثيرة
فأشرتِ إلى عذابِ آياتِكِ التسع.
17.
أردتُ أنْ اشربَ من كأسكِ المُذهلة
فأشرتِ إلى الصحراء،
ومن خلف الصحراء
أشرتِ إلى النار.
18.
أردتُ أنْ أرقصَ تحتَ شمسكِ الهائلة
كآخر أمنيّةٍ لي قبلَ أنْ أموت،
فقلتِ: إنَّ الرقصَ مُحَرّمٌ
حتّى على الصوفيّ.
19
أردتُ أنْ أحدّثَكِ ذاتَ حياة
عن مركبِ نوح
فاكتشفتُ أنّكِ قد طرتِ مع الغُراب
ولم ترجعي أبداً.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.