أسمعُ بكاء حوت
صلاح فائق
أسمعُ بكاء حوت
*
أمنيتي , رغبتي , أن أصيرَ مثل آخرين
أقصدُ كهذا الخباز , مصلّحاً لتلفزيونات عاطلة ,
طبّاخاً في مأوى لأيتامٍ أو عجزة
ممرضاُ , سائق شاحنةٍ لنقل مساعدات
لضحايا كوارث الطبيعة .
ألتقي أحياناً جيراناً , عمالاً , زبائنَ من حانة او مقهى
واحداً بعد آخر , يتمنون ان يصبروا مثلي , شاعراً
هذا سهلٌ للغاية , أخبرهم , لكنهم لا يقتنعون
*
اليوم أنا عاجزُ عن التكلّم مع نفسي ,
الكتابة الى اي شخص .
ربما لأني أرتدي فرو دبّ قطبي
أهداهُ صديقٌ . قد يكون اشتراه من قرصانٍ قامَ ,
مع رفاقهِ , بنهبِ سفينةٍ مرتّبة جداً
هذا لايهمني الآن . مايهمّ هو , حين ألبسهُ
أشعرني وحيداً , ومن أنحاء جسدي
ترتفعُ همهمة غابة بعيدة ,
أسمعُ بكاء حوت , أصوات إرتطام تلال من جليد
وارى قيثارةً محطمة تعزفُ وحدها :
ليس هذا خداعاً بصرياً , إرباكاً متعمداً
لحواسي ـ انهُ إغواء أسرارٍ تستدرجني
لا أدري إن كان الى الداخل
أم منه الى الخارج ؟