الرئيسية » » المرأةُ وقانون الذلّ | خديجة الساعدي

المرأةُ وقانون الذلّ | خديجة الساعدي

Written By Lyly on الأحد، 8 مارس 2015 | 7:50 ص


المرأةُ وقانون الذلّ
خديجة السعدي


المرأةُ وقانون الذلّ

خديجة السعدي



عاشقةٌ من العراقِ

هربتْ من الظُلمِ وآلامُ القهرِ

إلتجأتْ إلى بيتٍ مهجورٍ من القصبِ

كسرتْ قيودَها

تركتْ ثيابَها 

وألبستها الأيامُ ثوباً من الأملِ

مليئاً بحبورِ الأرضِ.

امرأةٌ من بلادي

هزأتْ من الآلامِ ووجع الأيامِ

رقصتْ مع الشجرِ وماء النهرِ

هي، حوريّة أرضيّةٌ وشهرزادٌ شرقيّةٌ

مزقوا ثيابَها،

جسدَها،

لكنها وقفتْ،

صرختْ،

وبدأتْ تروي للتاريخِ

قِصصاً عن القوانين المُذلة للبشرِ

و قتل الحبّ وهو في المهدِ.

ابنة الرافدين ترفضُ

قانون الذلّ، ولغة الجنسِ.

من لا يفهم معنى الحبّ لا يدركُ

لغة الحسِّ، والعشقِ.

ظلامٌ وجهلٌ

يتنعمُ بهما ذو الضلالةِ والقهرِ

باسم الدين يبيعون ويشترون

خيباتهم في الزمنِ المرِّ.

أنا المرأة لن أرضخَ

لجاهلٍ، حاقدٍ، يلّفهُ ظلامُ القبرِ

لا يفقهُ شيئاً من جمالِ الجسدِ

لن أسمحَ لهُ أن يتكلم باسمي

أويسرق بسمتي

مع نساء الأرضِ أرفعُ هامتي

أصرخُ في وجهكَ

أيها الجاحد بالحبِّ، والدينِ

النساءُ، عاشقاتُ الحياة،

هنّ دورةُ الأكوانِ

وحبّ الروحِ للأبدِ.

لا تُذلُّ من وُلِدتْ

من الخفقةِ الأولى للروحِ

وصوتُها مسموعٌ في الحدودِ القصيّة للكونِ.

إرحلْ بقانونك،

فعمري 

من عمرِ الروحِ في الجسد 

لا تكبّلُني قوانين قهرٍ

إذ الحياةُ عندي

حبٌّ يفيضُ بالأملِ.

كلُّ أشيائي جميلةٌ

كلُّ أمكنتي دافئةٌ

كلّ الأديانِ، حوّلّتها 

إلى باقةِ وردٍ في يدي.

ذراتٌ من تُراب الأرضِ

تجمعتْ في أصيصِ شرفتي

رذاذُ الماءِ،يشعُ من حولي، 

يُراقصني

تتكلمُ الأشياءُ معي، تحاورني

ينبوعٌ من النورِ

يتوسطُ ذاكرتي

وتدورُ في داخلي

طاقاتٌ من الوجدِ


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.