الرئيسية » » كانَ ثمة شتاء أعمى | برهان شاوي

كانَ ثمة شتاء أعمى | برهان شاوي

Written By Lyly on الاثنين، 2 مارس 2015 | 10:02 ص


 كانَ ثمة شتاء أعمى 
برهان شاوي


كانَ
ثمة شتاء أعمى
قادَةُ الربيعُ الهَرم
إلى صيفٍ أخرس!!


كانَ
ثمة صياد
ضاع
في زئبقِ المرآة!!

إذن
سأمجدكِ
أيتها الخرساءُ..؛
مثل بجعٍ أسود..!

والمسكونة..
بجبالِ الُعزلة
وبتلالِ الفجيعة..

فالوحشة سُنجابٌ أزرق..
بينما أنتِ
زهرةُ القلعة المهجورة
وبُقيا حروب الغبار..!

وأنتِ
خطيئةُ الكركدن المقدّس
وحلمُ الهُدهد الشريد..!

وأنتِ
أحمرٌ على أسود..

وأنتِ
آهةُ النجم البعيد...

سأمجدكِ
أنا السومري الطريد..

سأرسلُ طيورَ الخضيري
إلى سماواتكِ أبابيل..

وإلى معبدكِ
سأقدمُ الأضاحيَ
وأسوقُ الأبقار..

سيكون أسمكِ
بُستانا تلوذُ بها الأيائلُ..
وبرجاً تهبطُ إليهِ النجوم
وملاذاً للشريد..

سيروي العشاقُ عنكِ
طرداً للوحشةِ..!

أما الأشجار..
فستحني هاماتها السامقة..؛
إبتهالاً..
بمقدمكِ الجليل..!

وعندَ ذكراكِ
ستضيءُ الأرحامُ بالأجنّةِ..؛
ويدبُّ الماءُ
في صلبِ الرجالِ – الأحجار..

أما أنا..
فسأمسّدُ جسدي بعطر الشمسِ
منتظراً
إقتحام ليلكِ البهيم..!

أنتِ
أيتها الجديّرةُ بالحقدِ..

لقد غلبتني عيناكِ..
وأهدابُكِ الطويلة ؛
التي تنطفئ فوقها النجوم..
وأناملكِ..
تلكَ التي ترتعشُ لرقتِّها..؛
المجراتُ في السماء...

لكِ المجد..
فأنا فراغٌ قتيل..
وأنتِ قطرة الضوء..؛
التي انسكبتْ..
في ليلِ أبديتي..!!

إذن..
سأوقدُ في معبدكِ شمعةَ الكلام.

أنتِ فضيحتي..
ولامعناي..
في عريكِ حجابي..!
يا إثميَ المقدس..
ويا ضدي!

حينَ أمضي إلى النوم
يفرُّ ظِلي هارباً..
بينما أبقى
ساهراً في أروقةِ دمي
حاملاً شمعةَ الغواية!..

مقطع من " ضــوء اســـود"


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.