الرئيسية » » مهرجانٌ في رأسي | صلاح فائق

مهرجانٌ في رأسي | صلاح فائق

Written By Lyly on الأحد، 1 مارس 2015 | 3:48 ص



مهرجانٌ في رأسي
صلاح فايق




يحبّني هذا الساحلُ , عندما أحضرُ هنا
أعيدُ عليهِ قراءة إمتداحي له 
وأنا أتذكرُ إبتسامة أُمي واسمعُ صفير قطارٍ , يقتربُ
يقفُ عند هضبةٍ ويلتفتُ اليّ , ثم يمضي


*

كتبتُ كثيراً عن أصدقائي . عن ماركس , مثلاً ,
وعن نهرين , عن شغفي بالعناكب وقمصانٍ من حرير
عن قراصنةٍ يوزعونَ طحيناً على فقراء هذه الجزيرة وعن شاعرٍ ,
يمسّدُ في قصائد له , حيواناتٍ ضارية : لم يكتب عني أحد

*

ان تمدحَ شلالاً او عصفوراً 
ذلك لن يزعجَ ثعباناً يتغطى بجريدة
ولا من فرار رهبانِ مطارٍ مزدحم
تاركينَ مؤونة شتائهم في توابيت ثمينة

*

عشتُ في ألأشهر ألأخيرة أحفرُ ,
على شاهدةِ قبري , مقاطع من شيزوفرينيا
مدني القديمة :
نسيتُ عام ولادتي وموتي

*

أتذكرُ أصدقاء لي يسخرونَ من 
عاصفةٍ كانت تقفُ عندي وقرب بيانو كان
يعزفُ لوحدهِ ـ كنتُ أضطجعُ عليه
وتحت رأسي مؤلفاتي , التي لم تكتمل

*

نعم معجزاتٌ كثيرة اصادفها كل يوم
أنظروا الى ريحٍ تحملُ حقيبتي , الى ثورٍ يبكي في 
سردابٍ . أساعده , أدلّه الى الطريق ـ فجأة يعودُ الى 
السرداب , بينما مهرجانٌ في رأسي لا أعرفُ من يديرهُ
ولا افهمُ لغتهُ , يستمرُّ حتى بلا استئذانٍ مني

*

لا أريدُ مجيء الليلِ , فهو يؤلمُ قلبي المنهك
صخبٌ هنا من هاربينَ بحرقون جوازاتهم
أمام البحرِ وصخبٌ هناك ,خلفهم , من أطفالهم
وهم يبكونَ بلا سببٍ وبلا توقف

*
في هذه المقاطع زلازلُ صغيرة
تخرجُ من مجاهل يدي التي تكتب 
ما يدفعُ معلمي الضواحي ليمزقوا قمصانهم الجديدة
وإهداءات كتبي اليهم

*


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.