الرئيسية » » و حينَ غادرتُ الحجرةَ | برهان شاوي

و حينَ غادرتُ الحجرةَ | برهان شاوي

Written By Lyly on الثلاثاء، 3 مارس 2015 | 4:49 ص


و حينَ غادرتُ الحجرةَ
برهان شاوي


و حينَ غادرتُ الحجرةَ
وجدتُ نفسي
في البلادِ المغمورةِ بالنور..
في سومر
التي أعلنَ الجبلُ العظيمُ اسمَها
المتسامي في السماء والأرض..


و في براريها
كنتُ أبحثُ عنك..!

ألقي بنظرتي الحائرة بينَ قدميّ!
الشّكُ حمامةٌ بيضاء في قبضتي..؛
و حكمتي فهدٌ أسود يتبعني!!

وعندَ تلِ العُبيد
سألتُ عنكِ
قالَ سادنُ المعبد أصلع الرأس..؛
إنكِ في أرورك ذات الأسوار
إذن سلاماً أوروك!..

و جئتُ معبدكِ الأبيضَ ،
لمْ أركِ..!!

أطلقتُ حمامتي
تاهَ الأبيضُ في الأبيضِ!!!

و خرجتُ..
يتبعني فهدي الأسود.

يا أنتِ
أيتُها القديسةُ التي غادرتْ معبَدها!!!!

و في أعماقِ الأقبيةِ المطليةِ الجدران بالأحمر ،
في شوارع أوروك الضيقة..،
سمعتُ أقاويلَ كالأفاعي..،
غير أن فهدي أخمدها
بضربةِ مخلبٍ واحدة..
إذن
في المجرى الصافي ، أيتُها السومرية، اغتسلي!!

أنتِ
أيتُها السبعةُ المقدسة..
أيتُها السماءُ السابعة..
الأرضُ السابعة..
أنتِ
أيتُها الجهةُ السابعة..
يا سبعةَ التكوين..؛
أيتُها السبعةُ السابعة..؛
يا مغيبَ العقربِ
يا مطلعَ الناقةِ..
يا قِبلةَ الجدي..
و يا برجَ الجحيم..!!!
................................
................................

بعيدة..
بعيدة أنتِ..؛
في اوروك ذات الأسوار المنيعة..
وهنا
بين أدغالِ القصب..؛
كان الثور الوحشي جريحا..
البردي تلطخ بالدم..
بينما كان الشتاء مصابا بالحمى..!

شمعدان يترنح..
فوق المذبح في معبدك الأبيض..
وكوز الماء الأحمر تهشم عند العتبة..،
والثورُ الوحشي يخور..

كان صباحُ أزرقَ..
فالشمس تاهتْ بين الوهاد..

والظلال..
اعتذرتْ عن المجيء..

والثورُ الوحشي يئن..

ها هو يخترق البردي وحيدا..
فتنةُ الموتِ تقود خطاه..
وخواره..
صمتُ أبيض
يعلن إسمكِ..!

وعند ضفافِ النهر..
طلعتْ من الأرض عواميد زبرجد..
فزلَّتْ بالثور الوحشي القدمُ..
وهوى في المجرى..
مرتبكاً..

فجأة..
نبتتْ للثور أجنحة من ياقوت..
فسما إليك..
إليكِ أنتِ..
ياروحاً..
تسكن قاع البحار
إليكِ أنتِ أيتها الدائرة..
ياقبّةَ السماء..
وياعينَ السمكة..
أيها السرابُ الأزرق..
يا أبجديةَ البروج..
يا دماً أخضر..
ويا متاهتي!!

كل طائر سيطوي جناحيهِ ذات يوم..
وكلُ حكمةٍ ستهمل..
كحجرٍ..
يغفو على ضفة بحيرة نائية..
فأنا..
قطرةُ ندىً على نافذتكِ..
وأنتِ..
بحرٌ يتلاطم بداخلي..!

مقطـع من "ضـــوء أســــود"



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.