أسْبَغوا عَلَيْنا نعْمة عَظيمَة
نصيف الناصري
أسْبَغوا عَلَيْنا نعْمة عَظيمَة وَأبْحَروا بما أخَذوه في الصَيف.
مَراكبهم التي حمَّلوها بنذورنا وَحلي أطْفالنا. أرْهَقها الميزان
وَنغَّصَت عَلَيْهم راحَة البال أسْرارنا التي بقيت بحَوْزَتنا. علم
اجتماع الوقار يبيح لَنا أن نَتَظاهَر بالعِيِّ وَنحنُ نسْدي المَعْروف
لرجال الله اللصوص. أجْناسٌ غَفيرَة أضلَّها انْتظارها للمُخلّص
وَالمُخلّص هوَ ذاته مَن يَحتاج الى البَشَريَّة للرَأفة به وَرفْع الغبار
المُتراصّ عَن كَفَنه. مهْما يَكُن البُرْهان يَبْقى الخبز وَالنكاح
وَالنَوم. أفْضَل للمَرء مِن التَرقّب المَحْموم للوَهم وَالأفْياء غَير
النَديَّة. ما يشدّنا الى الفردوس في حَنوّ الطَبيعَة، تَخلّصنا مِن
نَقائص جنْسنا المُنْفَصل عَن الحلم. أبْوابٌ مُتَهوّرة نَدْخلها في
سجْننا لذَواتنا. تَفسّخ طَويلٌ يُغذّي فَزعنا مِن العَوالم الأخرى
وَخَيْرها الشَعائري.