يتحاشون الزائل برهابهم من الزمن..
نصيف الناصري
كلّ ما يَتَجهَّم بمحاولتنا لتَخْليصه مِن الشراك، يطوي نَفْسه وُيقلّل حاجَته
الى التَغنَّي بمَوته. بَراهين واهنة دمَّرْنا في تَملّكنا لَها كلّ إرادة بصَداقة
الحجارة الشائخة. يُنظِّمُ مَن لا شَبَح لَهُ في الطَبيعة حَياته بإفراط عَظيم
للتَشابه مَعَ اللامرئي وَفي تَخلّيه وَعَدَم إحْسانه لما يَنْدَثر ببؤسه. أبَّهَة
ملوك يَتَحاشون الزائل برهابهم مِن الزَمَن. لحفظ حَياة المرء بالميزان
الخفيف للطبيعة، طرق استئصال للأسْقام مُتَعِّدَدة. َالفَن والأدَب ينْتهكان
حرمة المَوتى اذا اقتَرَضوا الدَراهم مِن المَلائكة في يَوم الدَيْنونَة. كلّ
نَغمة وَكلّ كلمة تُدمِّر مَن يَسْتَقل عنّا وَتطيح بموارده القليلة. نُراعي في
خرافتنا عَن الذين أبْحَروا الى مَثْواهم المُتَّضع مَحبّتنا لَهُم وَتراجيديا نَقْلهم
بالمَراكب الى أرض اللاعوَدَة. في اعتمادنا على المَبادىء التي تنْسينا
أيّامهم بَيْننا لا نَسْتَهْدف كَرامتهم والعلوم التي ما كان بإمكانهم تَمحِّصها.
الحمق وَالعَته أنْجع للانسان في إدامَته لسروره بَين النفايَة من المعرفة
المُفْسدة للعافية دائماً.
