من اغنياتي
انا محظوظٌ على هذه الارض
مع روبنسون كروزو , النفري , ليرمنتوف
جلال الدين الرومي , كافكا , ميرو
البسطامي , موتزارت وغيرهم
***
مثلهم , لي مسرحٌ في داخلي
انا ممثلهُ الوحيد
في قاعةٍ بلا جمهور , نصوص ٍ
ولا إنارة
***
لا تعوزني زرقةُ المحيطِ وطيورٌ مهاجرة
اجلسُ , جائعاً , على رصيف ميناء
نسيتُ ملعقتي في البيت
وشمعةً , اذا تاخرتُ , للطريق
***
في كل مرةٍ اسافرُ
بقطارٍ من لندن الى ادنبرة
اكون المسافر الوحيد
واخدمُ نفسي
***
الحسُ ملحاً من صخرة
بينها واخرى ماء امطار
لم يتلوث بعد , يكفيني لأيام
والسماء ترسلُ لي رياحاً فارغة
***
امضي بلا ظلٍ الى البحرِ
لأحتجّ بشتائم , ببيضةٍ فاسدة , واعرفهُ بلا جدوى :
حملتْ امواجهُ مقاتلينَ برماحٍ , دخلوا مقبرةً ونهبوها
رأيتُ كفنَ ابي مع احدهم
***
امس , في مقهى , خدمتني شابةٌ من موسكو
تعرفُ الكثيرَ عن تورجنيف والخال فانيا
نصحتني اقرأَ قصة الأنف لغوغول
وانسى تولستوي
***
اسلافي مروا من هنا
ترافقهم اوهامٌ وصرخات
لم تتخل عنهم الخيلُ ولا ثيرانٌ مجنحة
حملوا مراياهم , اقفاصهم التي بلا بلابل
***
تعلمْ , وانت نائمٌ , ان تسحبَ قارباً
الى سريركَ , املأهُ بأحجارٍ
بنبيذٍ وكلمات
وما بقيَ من سرابٍ في حياتك
***
صورةٌ تجمعني مع حيواناتٍ في حديقة
حولنا ضبابٌ ونهرٌ يتجولُ
ابدو مسروراً , بعدما صبغتُ شعري
في جيبي مظلة صغيرة ومال وجدتهُ تحت مصطبة
***
في هذا الزمن الذي يمضي
نوافذُ وهمية , اتطلعُ من واحدةٍ
الى دربٍ يذهبُ الى الافق
مشيتُ فيه اعواماً حتى وصلتُ الى هنا
***
مكوّمٌ , اتدثرُ بصخرٍةٍ ,
أحياناً بضيفٍ من ذاكرتي , صديقةٍ ,
بحيوانٍ , او بصراخِ قطارٍ كل مساء
قبل ان يختفي