الرئيسية » » كُنْتُ في الحَرب أتَحلَّقُ حَول الالتماعات المَديدة لفَزَعي مِن القَتل | نصيف الناصري

كُنْتُ في الحَرب أتَحلَّقُ حَول الالتماعات المَديدة لفَزَعي مِن القَتل | نصيف الناصري

Written By هشام الصباحي on الخميس، 25 سبتمبر 2014 | 6:04 ص

كُنْتُ في الحَرب أتَحلَّقُ حَول الالتماعات المَديدة لفَزَعي
مِن القَتل. جنود الفوج جَميعهم صَرْعى قَذائف عَدوّة تَشيخ 
قَبل اصطدامها بالأجساد والمَلاجىء. الحاضر والمستقبل
يَتَلاقيان في كلّ خندق مَقًصوف. كانَ عَذابي أصْفى مِن 
رحمة الله المُخيفة. تَفاديتُ الغَطس في الأيَّام المُرتَعبة 
وامتَلكْتُ غيوم الحيّة. هَربتُ مِن موتي مرَّات لا تُحصى
وضاقَت الأرض علي. ضباع تَقْضم حَديد العالم تطوف أرض
البلاد. الجندي الهارب مِن الموضع الدفاعي تطْحن عظامه
وترمى مكرهة في مقابر جماعية. كانَت الملائكة تُمشِّطُ
اللحى للضبّاط في البَلاليع. الله والشَيْطان يَتلاقيان في كلّ يوم
بالسَواتر التي تدكّها الراجمات والصواريخ. يَتَصافَحان
وَيَتَمشَّيان بَين الحشود الوَديعة. لماذا أغْدَقا عَلينا نَحن
القَتلى حربهما المُتَصدِّعة وَحَرَثا أرض شَبابنا؟ كلّ 
حَرب في التاريخ إلهام مِن الله وصاحبه الذي يَمشي
معه بَينَ الحشود. الحالمون بالعَدالة استَلقى زَمَنهم في
المستنقَعات وإكراهات العَيش تَتَزاحم في حَياتنا الخالية
مِن معاطف الإيمان.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.