كتبٌ في فمي
سقطتْ شجرةٌ على احد جيراني
ماتَ : كان نائماً في ظلالها .
احبُّ قولَ كلمةٍ عذبةٍ حولهُ
هو الذي اطفأ حريقاً امام بيتي
باعني ملاعق ثمينة سرقها من فندق .
لن اذمّهُ بعد الآن
لن اذهبَ الى مأتمهِ مكفهر الوجه
ساشذبُ اغصان اشجاره الاخرى
لأمرأتهِ , خصوصاً لأبنتهِ الجميلة
***
استيقظُ في منتصف الليلِ
على انفاسِ كلبي النائم
لا يذعنُ لرجائي ان يتوقف
عن شخيره الرهيب :
ملأتني الحياة باشياء غير مجدية
بامتعةٍ مسروقة , بهلوسةٍ طويلةٍ تتدربُ فيها
كتائبُ من بلدانٍ بعيدة .
انهُ وقت تجوال الخونة
وآلام عمودي الفقري
***
تقفُ عند المحيطِ
تبصقُ على موجة بعد موجة وبلا سبب
وكنتَ تدللها كل فجرٍ
ربما لأنك منبوذٌ , عضلاتك فارغة
والحقيبة التي تحملها مملوءةٌ باشباح
ولم تعدْ لكَ صفات اي مرفأ
***
اسخرُ من المنفيين اينما التقيهم
هشّموا بضع اسانٍ لي , داسوا على خصيتي
وتركوا لي فكّين مفتوحينِ دائماً ـ
يدخلهما دخانٌ من هذه المدينة
لا استطيعُ ان احزرَ اين يختفي
في اعماقي الشاسعة , رغم اني معروفٌ كمفكر
مهاتراتي مشهورة مع السياحِ والمارّة
واتبجحُ قليلاً حول موهبتي في الرياضيات
حين اكونُ وحدي ,
وعندما توافقُ السماءُ ان تصير غطائي
***
انا حزينٌ منذ زمنٍ طويل
واكثر في هذه الأيام , لكنّ حزني لايجدي
ازاء بلداتٍ تحترقُ
ويغرقُ اسراها في نهرٍ كان مأوى للبجعات
من زمن السومريين
جبالٌ نائمة , عميقاً يذهبُ هذا الصوتُ بينها
لايعودُ , وليسَ هناكَ اي صدى
***
كتبٌ في كل مكان , على عتبة البيت
عند الموقد وفي فمي
كتبٌ ليست للقراءة وانما لتجوال الاوهام
وسرد مشاكل المطلق . كتبٌ لأغلاق النوافذ
ضد الشتاء والزلازل , كتبٌ ضد الكتب
لصفع حراس الاسوار والحدود
كتبٌ من ثلجٍ واخريات لأخفاء المكبات كي لايراها غزاةٌ
فيغضبوا
كتبٌ عن الخلودِ
الذي لا يتكلمُ الا في الليل