الرئيسية » » اتَّقَنوا في صَفّهم لحجارة الغرانيت | نصيف الناصري

اتَّقَنوا في صَفّهم لحجارة الغرانيت | نصيف الناصري

Written By Lyly on الأحد، 26 أبريل 2015 | 8:24 م




نصيف الناصري


اتَّقَنوا في صَفّهم لحجارة الغرانيت على القبور
مهنة تَغْطيَّة عظام المَيْت وَسَلْبه زنار ثَوْبه. 
اقتَرَبْتُ مِنهم مَحْمولاً على نذري الساخط
منّي واندَفَعْتُ أُلوِّنُ أقْنعة الفراغات في زَمَن
الفَظاعة. طائر سنونو في باطن يَدي يُجْبرني
على التَخَلَّي عَن الرَحْلة الى أرض الآباء
الأعزّاء، أردتُ منه البَرَكَة لكنّه أُصيْب
بالحُمّى. نَوْمي الضَئيل تُدمِّرني فيه الفَزَّات
والنَدى يَتَطاير على الخَرائب في الخَمائل.
هَل لي أن أُثَبِّت زَمَني على جَبَل وَأتَسَلَّق
الجدار المائل للهاويَة؟ الطيور في الجوّ
تَجْدلُ مثْلي خيوط أكْفانها مِن أجل ولادة
جَديدة ولا تَفْزَعُ مِن دنوّها مِن البليّة التي
لا تَسْلم مِنها أيَّة حَشَرَة في الطَبيْعَة. لِمَ 
الاقتراب مِن شَواهد القبور المَرْفوعة في
الخَلاء؟ يَتَخَطَّى النَسيم ما يلائم الفاني وكلّ
فعل يَنْحلّ في النهاية وَيَذوب ما ادخَرْناه.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.